اطفال الطلاق
======
ان مرحلة الإنفصال (الطلاق) قد تُشكل واحدة من أصعب المراحل في حياة أي شخص
على الأسرة ككل، حيث لا يعاني منه الزوجان فحسب بل المعاناة الأكبر تكون
على الأبناء لأنهم هم المتضررون من طلاق الوالدين، ولا ننسى الأوقات الصعبة
جدا التي تسبق الطلاق حيث تكون الحياة داخل الأسرة مثل الجحيم وتؤثر بقوة
في الحالة النفسية والعصبية للأبناء وتتوج بالطلاق، ومع كل الأسف نجد
الكثير من الأزواج لا يفكرون إلا بأنفسهم ولا يكترثون للأبناء ويتخذون
قراراتهم المصيرية دون التفكير بنتائجها، وكأنهم لا يمدون بصلة لهذه
الأسرة،فمن المفروض تأني الزوجين بالتفكير مرات عدة قبل اتخاذ قرارمصيري
مثل الطلاق لما له من تأثيرات عدة وخاصة على الأبناء، فنتساءل لماذا يصل
الزوجان إلى الطلاق؟ هذا سؤال مهم جدا حيث ان هناك نقاطا أساسية تكون
نتيجتها الطلاق،

وبالتالي تؤدي إلى ضياع الأطفال ومنها مايلي :

-1 سوء اختيار الشريك أو الشريكة وسوء الاختيار هذا سيقود الزوجين للكثير
من المشكلات والمشاحنات التي من الممكن أن تقودهم للطلاق لذلك يجب عند
الإقبال على الزواج أن يكون هناك حسن اختيار من قبل الطرفين وأن يراعي ذاك
الخيار التوافق الفكري والانسجام والتفاهم والمستوى الاجتماعي العام.

-2 سوء فهم الزوجين لمعنى الزواج فاللاسف نجد طرفا يراه متعة جنسية وحسب
وطرف يراه سيطرة على الآخر وتحكما به ...الخ وهذا الأمر كارثي إن لم يوصل
للطلاق فانه سيحول الحياة الزوجية إلى جحيم مطبق.

-3 فقدان التخطيط السليم والسابق للزواج وهذا ما يعرض الزواج لاحقا لزلازل عدة وبعضها فتاك.

4 - الزواج الثاني وربما الثالث والرابع حتى ونسبة الطلاق الناتجة عن الزواج المتكرر ارتفعت مؤخرا

فما هي مظاهر تأثر الأبناء بالطلاق؟ عاجلا أم اجلا ستظهرهذه النتائج .
----------------------------------------------

1 - تعرض الأبناء إلى ضغوطات نفسية وعصبية كبيرة فيعيشون حالة من الصراع الداخلي قد تتحول لاحقا لأمراض نفسية.

2 - ضياع الأبناء وتشتتهم بين الأب والام مما يجعل حياتهم غير مستقرة، وبالتالي عدم الاستقرار يعني عدم النجاح.

3 - فرض حياة جديدة على الأطفال دون أن يسمح لهم أي فرصة للتعبيرعن رغباتهم قد يحطم الكثير من شخصيتهم.

4 - فقدان الأبناء للحب والعاطفة التي لا يمكن لها أن تكون نافعة إلا إذا
كانت مصادرها مزدوجة من الأم والأب وعندما يفقد الأبناء العاطفة والحب
سيؤثرالأمر جدا على حياتهم ويجعلها أكثر صعوبة وأقل إنتاجا.

5 - الشعور بالإحباط واليأس سيكون قويا لدى الأبناء وستلحظون النظرة الصفراء الباهتة في أعينهم.

6 - الأبناء الذين يعيشون في ظل انفصال والديهم أقل في الإمكانيات والقدرات
على كافة الأصعدة من الأبناء الذين تربوا في كنف الأسرة الموحدة وفي ظل
الوالدين.

الآثار السلبية
----------
وهنا أقول أن الطلاق أصبح أمرا واقعا فكيف لنا أن نحافظ على أبنائنا نوعا
ما ؟وما يجب على كل من الوالدين لتخفيف الآثار السلبية التي سيعاني منها
الأبناء لاحقا وسأوضحها بنقاط في غاية الأهمية.

1 - مد الأبناء بالحب والعاطفة في أي فرصة تسنح للوالدين فيجب أن يشعر
الأبناء أن الطلاق لن يحرمهم من الحب والعطف نعم قد يتأثر قليلا نظرا لبعد
أحد الوالدين وإقامته في مكان آخر لذا يجب استغلال كافة الفرص الممكنة
للتعويض العاطفي على الأبناء

2 - تأمين رعاية وإقامة جيدة للأبناء ومع الطرف المحبب لهم فان كانوا
يرغبون بالإقامة مع والدتهم فلا يجب إجبارهم على الإقامة في مكان آخر.

3 - الحوار والنقاش الدائم مع الأبناء وتوضيح أسباب الطلاق ومنحهم فرصة للتعبير عن رأيهم بالأمر ولو متأخرا.

4 - توعية الأبناء أن الطلاق لا يعني قطع أي احترام أو تقدير بين أفراد
الأسرة المكونة من الأب والأم والأبناء بل يجب أن يظل الاحترام والتقدير
المتبادل موجودا بين كافة أفراد الأسرة وتحت أي ظرف من الظروف.

5 - عدم محاولة شحن مشاعر سيئة في نفس الأبناء عن الطرف الثاني في مشكلة
الطلاق بل يجب إبعادهم كليا عن أي مشاعر من هذا النوع قد توجه اتجاه أي من
الوالدين وأيضا يجب أن لا يتم دفع الأبناء لتحميلهم طرفا دون آخر مسؤولية
الطلاق وأيضا يجب أن لا نجعلهم يشعرون أن لهم دورا في هذا الطلاق تحت أي
ظرف من هذه الظروف

6 - منح الأبناء وقتا ليتأقلموا مع الوضع الجديد وهذا الوقت سيكون عصيبا
جدا على الجميع فهم يستحقون منا أن نعيد حساباتنا مرارا وتكرارا قبل اتخاذ
أي قرار والطلاق هو اكبر مدمر للأطفال ولمستقبلهم وعلى الأهل أن يقدموا
الكثيرمن التنازلات من حياتهم وسعادتهم من أجل الحفاظ على الأبناء معافون
في كنف الأسرة وإن حصل الطلاق أيضا يمكن لنا التعويض على الأبناء ويمكن أن
نحقق لهم قدرا جيدا من السعادة إن تمتعنا بالرغبة والحب لأبنائنا.

دُمت بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ـآ..

ؤ
ولامن عطائك الا محدود

وافر ودي