صدمة قوية عصفت بي وحطمت مشاعري المكبوتة داخل فؤادي..
لم أكن أتوقع أن أصل إلى حد أجدني فيه أمزق كل قصائدي .. قصصي .. ويومياتي..
ذلك اليوم الأليم لم أستطع فيه حمل قلم وكتابة كلمة واحدة عنه بعدما سطرت فيه بأحرف من ذهب أحلامي مع فارس أحلامي ..
كيف أدون في دفتر يومياتي خبرا زعزع كياني .. أتلفني .. ولولا تجبري وكبريائي لما تلقيت صعقة الخبر بأعصاب باردة ، وكأني لا أكترث له ولما قام به..
رسمت حياتي معه .. وحلمت بأثاث بيتنا ومكان إقامتنا ..
نعم هو جارنا ، ونعمل في نفس الحي ، وندخل العمل في نفس التوقيت ونخرج في نفس التوقيت .. من كثرت صدف إلتقائنا.. بت أستغرب من عدم ذهابه العمل عندما لا نلتقي .. وتبدأ عيناي تبحث عنه علها تلمحه..
إستغربت من تفكيري فيه .. واستغربت من إهتمامه لي ..
وظهر ذلك جليا في تصرفاته وتعامله معي .. باح بمشاعره لزوج صديقة تعمل معي ، فأخبرتني أنه مهتم بي ..
طبعا ابتسمت فقط .. لأني لم أعر الأمر اهتماما..
كان دائما يتحدث إلى زوج صديقتي فكانت تخبرني كل شيء..
يوما حضر والدي المنزل وأخبر أمي أن شابا يسكن جنبنا يريد القدوم لزيارتنا وطلب يد ابنتنا بسمة ..
رفضت طبعا لأني حينها كنت أستعد للسفر في عطلة ..
وكذلك عائلتي كانت منهمكة بالإستعدادات للذهاب في عطلة ، وطلب منه أخي تأجيل الحضور إلى الشهر القادم ..
فوافق .. لكني كنت أتظاهر أني لا أعرف شيئا ، فكل ما كان يدور بيننا صباح الخير ومساء الخير.. لا شيء أكثر.. ويمكن اعتباره حب بريء وعابر!!
مرت العطلة الصيفية وعدنا إلى منزلنا .. وبدأت أداوم .. فلو كنت أعرف أن أول يوم لي في العمل بعد العطلة سأتلقى خبرا مثل القنبلة لما ذهبت للدوام ..
كنت أفضل أن أبقى عمياء ، على أن تحطم نفسيتي وتداس مشاعري البريئة ..
وأنا أفتح جهاز الحاسوب .. لم تستطع صديقتي إخفاء الخبر الصادم والعاجل من أن تحرق به كياني ..
قالت لي .. أتعلمين أن الشاب الذي كنت أحكي لك عنه .. !!
ماذا به ؟ لقد سافر إلى بلدته لقضاء العطلة الصيفية وتزوج هناك ..
ماذا ؟ لكن من أخبركي ؟
أخبرني زوجي بذلك ؟ وماذا تعرفين أيضا ..؟ أنه تزوج وسيحضر قريبا زوجته لتقيم معه في منزله بعد إعداده ، لأنه يريد أن يغير أثاث البيت ، فالزواج كان مفاجأة له ..
لكن ياإلهي كيف يمكن أن يكون إنسان ؟ كيف له أن يسخر مني هكذا ، وبالرغم من أنه واعد والدي على الحضور لطلبي ..؟
عدت من العمل وأنا أفكر في طريقة أخبر بها عائلتي وخصوصا أمي .. إلا أنني لم أستطع الصمت فأخبرتهم أنني لا أريد أن أتزوج ذلك التافه .. لأنه يخرج مع الفتيات .. لا أريد رؤيته ..
لا لايمكن هذه ليست بسمة .. قولي كل شيء .. ماذا ؟
حسنا .. جارنا تزوج بعدما رفضناه وأجلنا قدومه إلى المنزل بعد عطلة الصيف ؟
ردت أختي الصغيرة .. إلى الجحيم .. أنت أجمل منه بكثير وتستحقين زوجا أفضل !
أمي .. لا عليك بنيتي الزواج قسمة ونصيب ، ولن نأخذ إلا ما كتب الله لنا ..
بعد مدة .. وأنا عائدة من عملي وجدته ماسك بيدها ويتنزهان .. مررت بجانبهم .. فابتسمت وحركت رأسي .. لكنه لم تفارقني نظراته حتى وصلت المنزل .. إلا أنني حينها كنت قد نسيته ونسيت أنه كان موجودا يوما ما .. فلم أعد أكن له إلا الإحترام فقط ..
لكني تعلمت درسا بليغا جدا .. أنه لا أحد يستحق منا أن نتعذب من أجله إذا كان خائنا.