[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كشف معتقلون سياسيون سابقون بمصر أطلق سراحهم مؤخرا، النقاب عن قصص مروعة
للمعاناة والتعذيب الذي تعرضوا له في محابسهم خلال السنوات والعقود التي قضوها
بمعتقلات الرئيس السابق حسني مبارك، والتي تتعلق بحرمانهم من أبسط الحقوق
الإنسانية، والشخصية، على يد ضباط السجون، وجهاز مباحث أمن الدولة.
السجود لمبارك
ويقول القيادي الإسلامي عبود الزمر
الذي أطلق سراحه ضمن ستين معتقلا سياسيا السبت الماضي، بقرار من المجلس الأعلى
للقوات المسلحة "رأينا في سجون مبارك انتهاكات لم يشهدها أي سجن في
العالم".
ويؤكد أن هناك واقعة يشهد عليها مائة شاهد "فقد أجبر المعتقلون في
سجن أبي زعبل ذات يوم على الخروج من الزنازين، والسجود أمام صورة كبرى لحسني مبارك،
ومن رفض كان مصيره القتل".
الإساءة
للقرآن
ووفق علي عبد الظاهر المفرج عنه حديثا "كانوا يجمعون المصاحف من
المعتقلين عنوة، حتى ينسوا القرآن، ومن كان يضبط معه مصحف كان يتعرض للتزحيف على
الأرض".
ويضيف للجزيرة نت "أول ما كنا ندخل السجن كان التعذيب بالتسمية في
الانتظار حيث ينهالون على المعتقل ركلا، ويسألونه ما اسمك, فكلما ذكره زادوه ضربا،
فإذا اتخذ لنفسه اسما نسائيا توقفوا".
أيمن زايد معتقل رفع الأذان لصلاة
العصر، فما كان منهم إلا أن أشبعوه صفعا وركلا حتى أدموه.
تفشي الأمراض
ويؤكد همام عبده عبد الرحمن المفرج
عنه حديثا "من لم يصب بالجرب فليراجع إيمانه" مضيفا "كانوا يتركون الأمراض تتفشى في
المعتقلين حتى مات كثيرون منهم" بل كان يتم منع الدواء والعلاج عن
المعتقلين.
وتقول عزيزة عباس محمد، زوجة المعتقل نبيل المغربي "ذات مرة
ضربوا زوجي، حتى نزفت قدمه، فتركوها دون علاج حتى أصابها العفن
والدود".
ويروي المعتقل السابق عزت عبد الفتاح أن إدارة السجن كانت تتعمد
وضع الرمل على العدس والأرز.
أما عدم وضع الملح على أي طعام فكان مأساة
أخرى، مما أدى إلى إصابة الكثيرين بتقوس الأعضاء، وهشاشة العظام، وتآكل الأسنان
"حتى كنا نضطر, وفق ما قال المعتقل السابق محمود أحمد علي, إلى بلّ البطانيات
بالماء لامتصاص ما بها من ملح".
تهديد
بالزوجات
أحيانا كان المعتقل لا يرى زوجته إلا وهي تطلب منه الطلاق،
استجابة لضغوط أمن الدولة. وتقول زوجة المغربي "اعتقلوني أنا ومحمد وعمار، وكانا
حدثين لم يبلغا، وتعرضنا جميعا للتصعق بالكهرباء".
وتصف سارة طارق الزمر
(14 سنة) زيارتها لوالدها في السجن بأنها كانت "مهمة صعبة" لأنها كانت لا تستطيع
الجلوس معه بمفردها بل كان يلازمه دائما مخبر "حتي لا نستطيع التحدث معه
بحرية".
أما حسين أحمد الفلكي، فيروي أنه في اليوم الذي تم اعتقاله فيه؛ لم
يتحمل والده النبأ فأصيب بنزف في المخ، وتوفي بعدها بسبعة أيام "ولم أعلم بوفاته
إلا بعد ثلاثة أشهر".
عنبر
الموت
اسم أطلقه المعتقلون على أحد العنابر بسجن ليمان طرة, الهواء فيه
خانق، والروائح كريهة، والرطوبة عالية، كما لم يكن يعرف طريقا للشمس "وكانت أرضيته
مليئة بمياه المجاري".
ووفق حسين عبد العال (اعتقل 15 سنة بدون حكم) كانت
ترتفع فيه نسبة الانتحار بين الجنائيين، والإصابة بالانهيارات العصبية بين
السياسيين.
يقول علي عبد الفتاح "كان التعذيب يتم تحت إشراف أطباء نفس
وقلب، لذا نطالب نقابة الأطباء بالكشف عن أسمائهم، وتقديمهم للمحاكمة
العاجلة".
بينما يحكي إبراهيم عبد الله أن المحكمة قضت له بعد عشر سنوات من
السجن غير القانوني بالتعويض لكنهم لم يلتزموا بالحكم مؤكدا "سأسعى في
تنفيذه".
في حين يعلق جابر ريان المعتقل السابق بالقول "نريد أن يجرب أي
مسؤول تتم محاكمته الآن الحبس في الزنازين نفسها التي كانوا يعتقلوننا فيها حتى
يذوقوا ما أذاقوه لنا".