وأوضح موسى، خلال لقاء ببرنامج "العاشرة مساءاً"، أنه إذا خسر المعركة
الانتخابات الرئاسية، سيلجأ إلى التقاعد والراحة؛ حيث لا يرغب في تقلد مصب الوزير
مرة أخرى أو أن يصبح نائباً للرئيس القادم.
جاء ذلك الحوار كبداية لسلسلة حلقات من المقرر أن يستضيف البرنامج خلالها مجموعة
المرشحين المحتملين لخوض انتخابات الرئاسة القادمة.
وحول ما دفعه للإعلان عن نيته في الترشح للرئاسة بعد سقوط نظام مبارك، خاصة وأنه
لم يشر لذلك من قبل، قال عمرو موسى أن الظروف تغيرت وأن الدستور لم يكن يتح الأمر
إلا لشخصين، ولكن بعد 25 يناير دخلت مصر مسار جديد غاية في الحساسية يحتاج إلى خبرة
وعزيمة لنقل مصر من حالة التراجع والتدهور التي كانت تمر بها قبل الثورة، إلى
التقدم والتطور لتستعيد قيمتها الحقيقي ودورها الذي يجب.
وعن عدم طرحه أن مصر في حاجة لإصلاحات طيلة فترة ما قبل الثورة وتحديداً خلال
عشرين عاماً كان في النصف الأول منهم وزيراً للخارجية ثم أميناً للجامعة العربية،
نفى موسى هذا الكلام موضحاً أنه أشار كثيراً إلى أن مصر تمر بانحرافات وأنها في
حاجة للعودة لمسارها الصحيح، قائلاً: "وآخر مرة وجهت فيها هذا النقد كان قبل الثورة
بأسبوع في مؤتمر القمة الاقتصادية بحضور الرئيس السابق مبارك وقلت أن ثورة تونس
ليست بعيدة عن مصر".
وأضاف موسى أن الانهيار الحقيقي في مصر بدأ في العشرة أعوام الأخيرة، وزاد هذا
الانهيار مع ظهور مشروع التوريث منذ 2004 الأمر الذي قوبل برفض شعبي وعدم ارتياح في
النفس المصرية، وصولاً إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة وطريقة إدارتها التي
أعادتنا لعصر 90% نعم.
وحول تصريحاته في وقتٍ سابق بأن جمال مبارك شاب لطيف وكفء ومن حقه الترشح
للرئاسة، كما تأكيده على انتخابه للرئيس مبارك في حال إعادة ترشيح نفسه في انتخابات
2010، قال موسى أن السياسي أحياناً يحتاج إلى الحديث بدبلوماسية وأحياناً بشكلٍ
مفتوح، موضحاً أنه وفق الظروف الماضية لم يكن ليترشح إلا حسني مبارك.
وفيما يخص جمال أكد أن موقفه كان واضحاً برفض التوريث ولكن إذا كان الاختيار بين
الأب والابن فإنه ينحاز إلى الأب حتى لا ندخل في ثلاثين عاماً جديدة مع الابن.
وحول اتجاه السياسي بين اليمين واليسار، قال موسى أنه لا يميل إلى هذه التصنيفات
إلا أنه يؤمن بالإصلاح القائم على الديمقراطية الحقيقية وكذلك بالاقتصاد الحر
المقترن بالعدالة الاجتماعية، الأمر الذي يصنفه ليبرالياً. وأضاف أن الديمقراطية
تعني احترام الفرد وحقوق الشعب بعيداً عن الديكتاتورية التي تصب لمصلحة فرد واحد أو
أسرة واحدة.
وعن حديث الأستاذ محمد حسنين هيكل بأن تجريفاً سياسياً قد حدث في مصر، وأن
المصريين في حاجة لـ15 عاماً كي ينشأ جيل سياسي قوي جديد، اتفق موسى مع هيكل
مضيفاً: "ولكن في نفس الوقت لا يزال هناك الكثيرين من المهتمين بالشأن العام
يستطيعون إحداث تأثير حقيقي ويمتلكون رؤية فاعلة".
وفي استبعادٍ للدكتور البرادعي، أشار أمين جامعة الدول العربية إلى كلاً من كمال
الجنزوري والدكتور حجازي ومحمد حسنين هيكل وأحمد زويل وحسب الله الكفراوي وفاروق
الباز ومصطفي السيد ومحمد غنيم وممدوح حمزة، قائلاً: "هذه الأسماء لديها رؤية جيدة
وأحب اللجوء إليها في تخصصات معينة".
وحول قبوله أن يكون نائباً لأحمد زويل - رغم أن الشروط الحالية لا تجيز له
الترشح للرئاسة- أو أن يكون الأخير نائباً له، قال موسى: "في كل الأحوال التعاون مع
أحمد زويل ضروري".
وبالعودة إلى رؤساء مصر الثلاثة وحول أهم إيجابيات وسلبيات كل رئيس، أشار موسى
إلى أن الإيمان بدور مصر وثقلها أهم ما ميز جمال عبد الناصر إلا أنه كان بداية لحكم
الفرد، فيما يأتي انتصار أكتوبر وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمصر أهم إيجابيات أنور
السادات إلا أن الانفتاح الواسع الذي أحدثه يعد أهم سلبيات فترة حكمه وكذلك العلاقة
المصرية العربية التي انفصلت في هذه الفترة.
وعن الرئيس مبارك قال موسى أن بدايته في العشرة أعوام الأولى كانت بداية طيبة
استطاع فيها تهدئة الموقف، ولكن مع العشرة أعوام الثانية بدأ الوضع يهتز تبعاً
للاهتزازات الإقليمية وصولاً إلى العشرة أعوام الأخيرة في فترة حكم مبارك التي بدأ
فيها الانهيار الحقيقي.
وفي مغازلة للشريحة الوسطى في مصر التي تمثل الغالبية من الشعب، أشار موسى أنه
ابن الطبقة المتوسطة وأنه عاش طفولته في القرية وتربى في المدارس الإلزامية تربية
مصرية عربية، موضحاً أنه بعيد عن فكرة الأرستقراطية الثرية ثراء مبالغ فيه.
وحول رؤيته للفترة القادمة قال موسى بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية أولاً ثم يقوم
بتشكيل جمعية تأسيسية تمثل مختلف طوائف الوطن لتضع الدستور الجديد الذي يجب أن يعكس
الروح المصرية، يأتي بعد ذلك موعد إجراء الانتخابات التشريعية، مؤكداً على أنه لن
يعيد ترشيح نفسه في حال فوزه بالرئاسة واصفاُ مهمته الرئاسية بـ"المؤقتة".
وقال أنه ينوي تمويل حملته الانتخابية من خلال الشعب على الطريقة الأمريكية،
قائلاً: "يجب على مؤيدي كل مرشح أن يدعموه حتى يتحرك بهم ومن خلالهم"، كما أبدى
ترحيبه بإجراء مناظرات مع كل المرشحين للرئاسة واصفاً إياهم بأنهم يمتلكون فكراً
محترماً.
وعن تقييم السيد عمرو موسى لجماعة الإخوان المسلمين وإمكانية الاستعانة
بمستشارين منهم، قال: "لا يجب أن نتجاهل مجموعة ذات موقف سياسي في المجتمع المصري"،
مؤكداً على حقهم في إنشاء حزب سياسي على ألا يكون أساسه دينياً وأن تكون
الديمقراطية والصندوق الانتخابي هما الحكم، وأضاف أنه على علاقة بالعديد منهم
ويعرفهم جيداً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتابع عمرو موسى أنه يمتلك أفكار لديه القدرة على تنفيذها إذا أصبح رئيس
جمهورية، مضيفاً: "ولكني لا أرغب أن أتقلد منصب وزير مرة أخرى أو كنائب لرئيس قادم،
ولكني أعرض هذه المناصب على الآخرين ومستعد للتعاون".