مرض الجمرة الخبيثة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الجمرة الخبيثة

تتناقل وسائل الإعلام المختلفة موضوع استخدام الجراثيم كأحد الوسائل
المستخدمة كقنابل بيولوجية وقد كان التركيز على ميكروبات معينة مثل فيروس
الجدري وبكتيريا الجمرة الخبيثة والانفلونزا وغيرها ...
وقد كان هناك الكثير من الخوف والقلق من استخدام مثل هذه الأساليب للإبادة
الجماعية المحرمة شرعاً وقانوناً ولا يقبلها عقل أو منطق مهما كانت
المبررات لذا سنسلط الضوء في هذه النشرة عن أحد هذه الأمراض وهو مرض الجمرة
الخبيثة.

ماهو مرض الجمرة الخبيثة ؟
مرض الجمرة الخبيثة أو ما يعرف بــ (Anthrax) مرض بكتيري تسببه جرثومة تسمى
(Bacillus Anthrax) وهي عصية موجبة الجرام وتسبب مرضاً للإنسان والحيوان.
هذا المرض أساساً مرض يصيب من له علاقة بالحيوانات عندما يحتكون بالتربة
الملوثة.

انتشار مرض الجمرة الخبيثة في جميع دول العالم:
يكون المرض على ثلاثة أشكال إما الإصابة في الجلد أو الجهاز التنفسي أو
الجهاز الهضمي. وقد تناقصت نسبة الإصابة في المجتمعات الغربية أما في
المجتمعات النامية فما زالت تعتبر مشكلة صحية.

ماهو تاريخ مرض الجمرة الخبيثة؟
أول من وصف مرض الجمرة الخبيثة هم المصريين وذلك قبل الميلاد وكان يُطلق
عليه الطاعون الخامس، وكان على ما يبدو أن هذا المرض قد قتل الكثير من
الماشية في ذلك الوقت. وقد أوضحت بعض الدراسات أن المرض أصاب الإنسان
والحيوان في عصور الإغريق والهندوس والرومان، حيث أنه قد حصل وباء في العصر
السابع عشر عم جميع العالم وخصوصاً أوروبا وسميّ آنذاك بالمرض الأسود وقتل
مئات الألوف من البشر والحيوانات.
بعد ذلك أطلق على المرض اسم الجمرة الخبيثة، وفي العصر التاسع عشر وصف عدد
من المختصين المرض وحاولوا صنع لقاح ضده وفي عام 1881م اكتشف باستور لقاح
ضد هذا المرض يُعطى للحيوانات، وفي عام 1939م اكتشف الدكتور ستيرن لقاح
للحيوانات وهو نفس التطعيم الذي يُعطى حالياً.

كيف ينتقل المرض للإنسان؟
مرض الجمرة الخبيثة هو مرض يصيب الحيوان وينتقل للإنسان عندما يكون هناك
احتكاك مباشر مع الحيوان أو مع فضلاته. وتشكّل الدول المنتجة للمنتجات
الحيوانية والتي ينتشر فيها المرض مشكلة لنقل العدوى للدول الأخرى عند
تصديرها لتلك الدول وربما ينتقل المرض عند الاحتكاك بمواد طرية ملوثة بهذا
المرض في الصناعة مثل صناعة الفايبر وخصوصاً عندما يُشتق من شعر الماعز
وغالباً ما يصيب المرض الجلد في هذه الحالة. أما في البيئة الزراعية فهو
بسبب الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المريضة أو الميتة. وقد ينتقل المرض عن
طريق الأكل كاللحوم مثلاً ولكن هذا نادراً ما يحدث.وهناك عدة احتمالات تم
فيها انتقال المرض ومنها الاحتكاك المباشر والاستنشاق في المعامل
والمختبرات.

ماهي الأعراض وما هي الحالة السريرية للمصابين بهذا المرض؟
95% تقريباً من حالات الجمرة الخبيثة هي في الجلد و 5% تصيب الجهاز التنفسي
أما بالنسبة لحالات الجهاز الهضمي فقد وصفت في الدول النامية. والحالة
السريرية بالنسبة للمرضى المصابين بالجمرة الخبيثة في الجلد تعتبر مميزة
وفي أغلب الحالات يعرفها معظم الأطباء ولا تحتاج إلى فحوصات أخرى، ومعظم
الحالات تحدث في مناطق الجلد المكشوفة مثل الكفين والذراعين بالإضافة إلى
الوجه والرقبة. يبدأ الالتهاب على شكل بثرة جلدية تشبه قرصة الحشرة وتسبب
حكة في الجلد، تكبر البثرة الجلدية خلال يوم أو يومين وتسبب قرحة في الجلد
محاطة بانتفاخات مائية صغيرة وعادة ما يكون قطر الإصابة 1-3 سنتيمترات
وتكون دائرية الشكل، لاحقاً تتكون بقعة مركزية في موقع الإصابة بسبب تآكل
المنطقة الوسطية للإصابة وتكون هذه الإصابة غير مؤلمة، وبعد أسبوع إلى
أسبوعين تبدأ الإصابة بالجفاف والتقشر محدثة إصابة مزمنة. وربما يكون هناك
تضخم في الغدد اللمفاوية مع حرارة وتعب عام وصداع.

ماهي الأعراض بالنسبة للإصابة في الجهاز التنفسي؟
تكون الإصابة في الجهاز التنفسي على مرحلتين:
المرحلة الأولى: طفيفة.
المرحلة الثانية: حادة وشديدة وفي الغالب مميتة.
تبدأ الحالة الأولى بتعب عام والآم في العضلات وحرارة خفيفة وسعال مع آلام
في الصدر وتكون نتيجة الفحص السريري في الغالب سليمة. وبداية الأعراض تكون
بالتهاب بسيط في الجهاز التنفسي العلوي يبدأ المريض بعدها بالتحسن، لكن بعد
ذلك تحدث فجأة ضيقة شديدة في التنفس وتسارع في التنفس ونقص في الأوكسجين
في الدم مع تدهور في الحالة بسرعة وتتضح علامات عديدة في الفحص السريري
وتبين التهاباً في الصدر مع استسقاء مائي يهبط فيها ضغط الدم بسرعة هائلة
مما يحدث تسمماً جرثومياً عام في الدم وسحايا المخ وتحدث الوفاة خلال أربعة
وعشرين ساعة من بداية المرحلة الثانية والتي تصيب الجهاز التنفسي وتحدث
بعد استنشاق بكتيريا الجمرة الخبيثة، وعادة ما يكون التشخيص صعباً في
البداية ويعتبر هذا الأسلوب في انتقال العدوى مخيفاً يجعل جميع الدول تتخوف
من استخدام بكتيريا الجمرة الخبيثة في الأعمال التخريبية والإرهابية
لإصابة وقتل المئات بل الألوف من البشر في أيام.

إصابة الجهاز الهضمي؟
تستمر فترة الحضانة في عدوى الجهاز الهضمي حوالي أسبوع، وتحدث بعد تناول
أكل ملوث ببكتيريا هذا المرض. وقد تكون الإصابة في البطن أو في أعلى المريء
والبلعوم والفم.
أعراض هذه العدوى مختلفة وتكون مصاحبة لحرارة واستفراغ مع ألم في البطن
واستفراغ دم واسهال مخلوط بالدم وتتدهور الحالة خلال أيام محدثة هبوطاً
شديداً في ضغط الدم و بعد ذلك الوفاة.

كيف يتم التشخيص؟
الحالة السريرية مهمة وخصوصاً عند الإصابة بالجمرة الخبيثة الجلدية، حيث
يتم أخذ عينة أو مسحة من السائل الناتج من الانتفاخات الصغيرة الجلدية يبين
بكتيريا الجمرة الخبيثة تحت الميكروسكوب أو بالزراعة، أيضاً للإصابة بهذا
المرض في الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو أعضاء أخرى فإن عزل البكتيريا
وفحصها في المختبر بالإضافة إلى التحاليل الأخرى مثل الأشعة والحالة
السريرية للمريض.
وهناك تحاليل أخرى مثل الأيزا والسيرولوجي ولكنها ليست في دقة زراعة البكتيريا في المختبر.

كيف يمكن التحكم في هذا المرض والوقاية منه؟
لابد من عمل تعقيم للمنتجات الحيوانية المستخدمة في الصناعة مثل شعر
الحيوانات وهناك عدة مواد تستخدم للتعقيم مثل بارافور مالدهايد، كما لا بد
من إعطاء دروس للعاملين في مثل هذه المصانع عن نوعية هذا المرض وطرق
التعقيم وطرق الوقاية وأخذ الحيطة والجدية في الاشتباه بأعراض المرض لدى
العاملين، كما يجب الاهتمام بالنظافة وتغيير الملابس وعدم الذهاب بها إلى
المنزل.
يجب منع استيراد أو أكل لحوم الحيوانات التي عُرف أنها مصابة أو ماتت
بالمرض، وقد يُعطى المضاد الحيوي إذا تناول أحد الأشخاص من لحوم الحيوانات
المصابة.
لابد من إعطاء اللقاح الخاص في الدول التي انتشر فيها هذا المرض للحيوانات
سنوياً كما لا بد من من فحص الحيوانات المصابة أو التي نفقت بالمرض وعند
التأكد من ذلك لابد من حرقها ودفنها.
وعند التحكم بالمرض لدى الحيوانات سيكون التحكم في الانسان سهلاً، حيث يوجد
نوعان من اللقاحات يمكن أن تُعطى للإنسان أحدهما مُضَعَّف والآخر بكتيريا
مقتولة، ويُستخدم اللقاح المستخلص من بكتيريا المرض المقتولة في الولايات
المتحدة الأمريكية وتفوق فعاليته الـ 90% ولا بد من إعطائه لكل من له
احتكاك مباشر مع الحيوانات وخصوصاً الأطباء البيطريين ومن في وصفهم.

ما هو علاج هذا المرض؟
تنتهي 20 % تقريباً من حالات الجمرة الخبيثة بالوفاة إذا لم تُعالج في
حينها، وجميع إصابات الجهاز التنفسي تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج في وقت
مبكر، ويُفضل إعطاء البنسلين كمضاد حيوي لعلاج مرض الجمرة الخبيثة حيث أن
فعاليته عالية إذا ما أُعطي في بداية المرض كما أن هناك أدوية أخرى تعطى
بديلاً للبنسلين (لمن لديه حساسية) مثل الإيرثرومايسين والتتراسايكلين
والسبروفلوكساسين، كما أنه لابد من الاهتمام بوظائف أجهزة الجسم خصوصاً عند
الإصابة في الجهاز التنفسي.

إعداد: د. فهد الربيعة (استشاري الأمراض المعدية والفيروسات)

جزاكي الله خيرا علي المعلومات القيمة عن مرض الجمرة الخبيثة

وبارك الله فيكي

مشكورة

بسم الله مشاء الله

الموضوع جميل جداا

وصل التقدم

مع تحياتي