بسم الله الرحمن الرحيم




فإن الرسول صلى الله عليه و سلم هو الأسوة الحسنة، أمرنا باتباع سنته و اقتفاء أثره "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم"،
و واجب على كل مسلم أن يحبه أشد الحب "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، و من أسباب محبته كثرة الصلاة و السلام عليه، و دراسة سيرته و معرفة سنته و العمل بها.

وأفعال النبي صلى الله عليه و سلم قسمها الأصوليون و لخصها الشوكاني في سبعة أقسام




1.. ما فعله النبي صلى الله عليه و سلم تشريعا لأمته، فيقتدى به و هو بيانه للقرآن، كقوله "صلوا كما رأيتموني أصلي" و "خذوا عني مناسككم"




2. ما فعله جبلة كالعطاس و النوم و الشرب واللباس و غير ذلك، فهذا لا يقتدى به فيه، ليس عبادة بذاته و إنما هو جبلة من خلق الله.




3. ما تردد بين الجبلة و التشريع، كالضجعة بعد ركعتي الفجر و جلسة الاستراحة في الصلاة، فيمكن أن يكون تشريعا و يمكن أن يكون جبلة، و الذي رجحه جمهور أهل العلم أنه جبلة، و الشافعية يرجحون جانب التعبد.




4. ما فعله بوظيفة من وظائفه كالامامة والقضاء و قيادة الجيش و نحو ذلك، لا يشرع الاقتداء به في هذا النوع إلا لم كان في مثل وظيفته،





5. ما فعله عقوبة لغيره، فله هو أن يعاقب لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم بما لايصح لغيره أن يعاقب به حتى و لو كان خليفة، كاللعن و الدعاء على الأشخاص، فهذا النوع يختص به لأنه قال لأم حرام بنت ملحان رضي الله عنها "أما علمتي العهد الذي بيني وبين ربي،إن من لعنت ممن لا يستحق اللعن أن يجعل له ذلك رحمة"





6. ما أرجأه إنتظارا للوحي، و هذا قد انقطع، كقصة الثلاتة الدين خلفوا





7. ما دل الدليل على خصوصه به، و هذا على ثلاثة أقسام:
* ما دل الدليل على وجوبه عليه، فيسن لأمته: كالسواك و قيام الليل و صلاة الضحى و الأضحى و نحو ذلك فهذا يجب على النبي صلى الله عليه و سلم و يندب لأمته
* ما كان محرما على النبي صلى الله عليه و سلم فيكره لأمته، كلبس ما هو متسخ و أكل كل مافيه رائحة كريهة ، و مخالطة الأقدار و الأوساخ، و الأكل متكئً، فهذا حرام عليه مكروه لأمته.
* ما دل الدليل على جوازه له كالجمع بين أكثر من أربع في النكاح، و النكاح بلا ولي و لامهر و شهود، فهذا خاص به " خالصة لك من دون المؤمنين"، فيحرم على غيره.

اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا